إهداء إلى امرأة قد أحبتني في زمن ولّى،، و أورثتني حقيبة سفر وبيتٍ خالٍ
قالت وهي تحفر وشم الرحيل على ظهري:
إن الزمن لا يُقايَض إلا بالخسارة.
ولأننا نصادق حقائب السفر فقد إشتهتنا الغربة وشنقنا غصن الأمل
استودعتني ربّ دمع نصفه ملح ونصفه نار
هنا كانت بداية رجل مليئ بالانتصارات والهزائم،، رجل فشل أن يحظى بمثلها،،
فاذكريني إذا عزّ العناق
تلك الكلمات تسقط على محاجري كل يوم جمرات تتلظى
ألم ينتهي لعلمكِ أني ماهربت برفقة الهاربين من دفاتر النسيان؟؟
وألم تعلمي أني ما كتبت حرفا ولا حلماً ولا جرحاً إلا وأحرق أوطان بنيرانها؟؟
ألم يخبروكِ أني مارست جميع الخطايا،، حتى وإن تبت لا أجد دمعا ليبكي ضياعي؟؟
كم أنتِ سيئة جداً حد الآه
سيئة بحجم جميع هزائمي فيكِ
أعلم أنه سيأتي يوما وتصادري فيه حتى الأقلام والأوراق مني،،
سيأتِ يوم لتنجبي طفلا لا يشبهني ،،
سيأتي يوم لا تعيرين انتباه روحكِ لعطر رجل كثيف،، كأغصان الشجر
رجل كنكهة العناق بعد يُتم،،
سيأتي يومٌ لتكبري يا صغيرتي وتعلمي أنكِ كنتِ أول وآخر امرأة مزقت عناوين انتمائي ساعة رحيلها،،
سيأتي يوم لترحلي كما طيور النورس،، ولكن الفرق بينكما أنها ستعود أما أنتِ فلستِ لي عائدة..
منذ أخذكِ الزمان وسادة لغيري تضاعف البلاء وشحت صلاتي،،
وجهي به ألف علامة موت وهلال وصليب مقلوب
فقد تركتِ الفاصلة،، ودهست النقطة،، ورحلتِ
انتحرت نصوصي كامرأة حسناء لكنها لاتمشي
مشاعري أصبحت مقعدة بعدكِ،،
آه لو تعلمين
في ذلك اليوم ركع قلبي يحدثها ويسألها
هل ستعودين يوما؟؟
قالت: إن كان لي حظ من اللقاء سأعود
سألها قلبي: هل للإشتياق مكان؟؟
قالت: لا تسأل هذا السؤال لامرأة مثلي لا تدوس على ذاكرتها
ولكنكِ رحلتِ ومن يومها يا صغيرتي وأنا أنتظر وأنتظر
هل تناسيتِ؟؟ أم أن الذاكرة استشهدت تحت حوافر الغياب؟؟







